بريق الظلام هيا نخوض رحلة فوق الارض هيا نحقق جميع ما نحلم به لنظهر ما بداخلنا معا وللابد |
|
| رواية الشفق لمعجبين twilight | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رواية الشفق لمعجبين twilight الأربعاء ديسمبر 09, 2009 1:23 pm | |
| عضو بارز
الفصل الأول :بارت:1: 1 النظرة الأولى
أخذتني أمي بالسيارة إلى المطار.كانت نوافذ السيارة مفتوحة. كانت درجة الحرارة 23 درجة في فينيكس. وكانت السماء زرقاء تماما خالية من الغيوم. وكنت أرتدي قميصي المفضل, قميص أبيض مخرم بلا أكمام. لقد ارتديت هذا القميص على سبيل الوداع فقط. أما ما كنت سأرتديه بعد ذلك فهو سترة من الفرو لها قبعة.
في شبه جزيرة أولمبيك عند أقصى شمال غرب ولاية واشنطن, وتحت غطاء دائم من الغيوم تقبع بلدة صغيرة تدعى فوركس. يهطل من الأمطار في هذه البلدة عديمة الأهمية أكثر مما يهطل في أي مكان آخر من الولايات المتحدة الامريكية. ومن هذه البلدة و ظلالها الكالحة في كل مكان هربت امي بي عندما كان عمري بضعة أشهر فقط. وفي هذه البلدة كنت مجبرة على قضاء شهر كل صيف إلى أن بلغت الرايعة عشرة. إنها السن التي صار لي فيها راي؛ ففي الأصياف الثلاثة الماضية جاء أبي,تشارلي, ليمضي معي عطلة تمتد لأسبوعين في كاليفورنيا بدلا من ذهابي إليه في فوركس.
والآن أنفي نفسي إلى فوركس؛ وهذا ما أقدمت عليه بخوف شديد. . . أنا أكره فوركس.
لقد أحببت فينيكس. أحببت الشمس و الحرارة المرتفعة. أحببت هذه المدينة النشطة الممتدة في كل اتجاه.
قالت أمي لي قبل أن أصعد إلى الطائرة. . . كانت تلك الرة الألف: "بيلا ! لست مضطرة إلى فعل هذا".
أمي تشبهني في كل شيء إلا في شعرها القصير و الخطين اللذين يرتسمان على وجهها عندما تضحك. شعرت بنوبة من الرعب عندما حدقت في عينيها الواسعتين الطفوليتين. كيف لي أن أترك أمي المحبة الطائشة غريبة الأطوار حتى تتدبر أمرها بنفسها؟ إن فيل بصحبتها الآن, أي أن الفواتير ستسدد على الأرجح, و سيكون في البراد طعام, وسيكون لديها وقود في سيارتها و شخص تتصل به إذا تاهت, لكن مع ذلك. . .
كذبت قائلة:" أريد أن أذهب!". . . لم اكن أحسن الكذب أبدا, لكني كررت هذه الكذبة كثيرا في الفترة الأخيرة إلى حد جعلها شبه مقنعة الآن.
"بلغي سلامي إلى تشارلي".
"سأفعل".
أصرت أمي قائلة:" أراك قريبا. يمكنك أن تأتي إلى البيت متى أردت. سأحضر فورا بمجرد أن تحتاجي إلي".
قلت لها:" لا تقلقي علي. سيكون الأمر رائعا. أحبك أمي".
احتضنتني بقوة مدة دقيقة كاملة ثم صعدت إلى الطائرة. . . و ذهبت أمي.
تستغرق رحلة الطائرة أربع ساعات من فينيكس إلى سياتل, تليها ساعة أخرى بطائرة صغيرة حتى بورت آنجلس, ثم ساعة بالسيارة حتى فوركس. الطيران لا يزعجني؛ أما الساعة التي سأمضيها في السيارة مع تشارلي فكنت قلقة منها بعض الشيء.
كان تشارلي لطيفا حقا. وقد بدا عليه سرور حقيقي بمجيئي للعيش معه مدة طويلة للمرة الأولى. لقد سجلني في المدرسة الثانوية. وسوف يساعدني في الحصول على سيارة.
لكني متأكدة من أن الوضع سيكون غريبا عندما أعيش مع تشارلي. ما كان أحد ليستطيع وصف أي منا بأنه كثير الكلام مع أني لم أكن أعرف ما الذي يمكنني الحديث عنه. أعرف أنه ارتبك بعض الشيء بسبب قراري فأنا لم أكن أحتفظ بكرهي بفوركس سرا. . . مثلما فعلت امي من قبلي.
كان المطر يهطل عندما حطت الطائرة في بورت آنجلس. لم أر في هذا فأل شؤم بل مجرد أمر لا سبيل إلى تجنبه. لقد ودعت الشمس و داعا أبديا قبل سفري.
كان تشارلي ينتظرني في سيارته الكبيرة. و هذا ما كنت أتوقعه أيضا. يعمل تشارلي رئيس شرطة في خدمة أهل فوركس الطيبين. وقد كان دافعي الأول إلفى شراء سيارة رغم قلى نقودي هو رفضي التجول في البلدة في سيارة عليها أضواء حمراء و زرقاء. لا شيء يبطئ حركة المرور كما يبطئها وجود شرطي.
احتضنني تشارلي على نحو غريب بذراع واحدة عندما نزلت متعثرة من الطائرة.
قال لي مبتسما وهو يمد يده تلقائيا حتى يمسكني ليجنبني السقوط:" لطيف أن أراك يا بيلا! لم تتغيري كثيرا. كيف حال رينيه؟".
قلت:" أمي بخير. لطيف أيضا أن أراك يا أبي". لم يكن مسموحا لي أن أدعوه تشارلي في حضوره.
كانت حقائبي قليلة معظم ملابس أريزونا خفيفة لا تصلح لولابة واشنطن. لقد جمعنا ما لدينا من مال, أنا و أمي, حتى أستكمل ملابسي الشتوية. لكنها ظلت قليلة رغم ذلك. . . اتسع صندوق السيارة لجميع حقتئبي بكل سهولة.
عندما جلسنا في السيارة وربطنا الأحزمة قال أبي:" وجدت سيارة جيدة من أجلك. إنها رخيصة حقا".
شعرت بالريبة من طريقة قوله (سيارة جيدة من أجلك) بدلا من الاكتفاء بعبارة (سيارة جيدة), فقلت:" وما نوعها؟".
"حسن, إنها شاحنة صغيرة في الواقع من نوع تشيفي!".
"و أين وجدتها؟".
"هل تتذكرين بيلي بلاك الذي كان في لا بوش؟". (لا بوش هي المحمية الهندية الصغيرة على الساحل).
"لا!".
قال تشارلي محاولا تذكيري:" كان يذهب إلى صيد السمك معنا في الصيف".
هذا يوضح سبب عدم تذكري هذا الرجل فأنا ماهرة في حجب الأشياء المزعجة غير الضرورية عن ذاكرتي. تابع تشارلي عندما لم أجبه:" إنه يستخدم كرسيا متحركا الآن ولم يعد يستطيع قيادة السيارة فعرضها علي بسعر بخس".
"وما سنة صنعها؟".
كان واضحا لي من تغير تعبير وجهه أن هذا هو السؤال الذي كان يرجو أن لا أطرحه.
"حسن, لقد اشتغل بيلي كثيرا على المحرك. . . عمرها سنوات قليلة في الحقيقة".
هل يستهين بي إلى درجة تجعله يظن أنني سوف أتوقف عن السؤال عند هذا الحد ؟ قلت:" متى اشتراها؟".
"أظن أنه اشتراها في عام 1984".
"وهل اشتراها جديدة؟".
أجابني مذعنا:"لا! أعتقد أنها كانت جديدة أوائل الستينات أو أواخر الخمسينات على أبعد تقدير".
والآن مع الجزء الثاني من الفصل الأول
"آه. . . أبي, أنا لا أعرف شيئا عن السيارات. ولا أستطيع إصلاحها إذا تعطل شيء فيها. ولا أستطيع دفع أجور ميكانيكي لإصلاحها. . . ".
"حقا يا بيلا, إه هذا الشيء يعمل بشكل ممتاز. لم يعودا يصنعون سيارات مثلها الآن".
هذا الشيء! فلت في تفسي. . . ثمة احتمالات هنا. . .لعله الاسم الذي يطلقونه عليها تحببا على الأقل.
"قلت إنها رخيصة, فكم هي رخيصة؟ بعد كل حساب, هذا هو الأمر الذي لا أستطيع المساومة عليه".
استرق تشارلي نظرة جانبية إلي و الأمل باد على وجهه:" يا عزيزتي, لقد اشتريتها بالفعل. . . اشتريتها من أجلك. اعتبريها هدية بمناسبة مجيئك".
أوه. . . مجانا!
"لم يكن عليك أن تفعل هذا يا أبي. كنت اعتزم شراء سيارة بنفسي".
"لا مانع عندي. أريدك أن تكوني سعيدة هنا".
كان يتظر إلى الطريق أمامه عندما قال هذه الكلمات. لم يكن تشارلي يرتاح للتعبير عن مشاعره علنا. لقد ورثت هذا الأمر منه. لذلك رحت أنظر إلى الطريق أمامي عندما أجبت:"هذا لطيف منك حقا يا أبي. شكرا لك. . . أشكرك فعلا".
لا حاجة للقول إن من المستحيل أن أكون سعيدة في فوركس. ما كان عليه أن يعاني معي. وما كنت لأرفض سيارة مجانية مهما يكن وضعها.
غمغم أبي وقد أحرجه شكري:" طيب! أهلا بك الآن".
تبادلنا عبارات قليلة عن الطقس الرطب. . . كان ذلك كل حديثنا, ثم رحنا نحدق من النوافذ صامتين.
كان المنظر جميلا طبعا. وما كان لي أن أنكر جماله. . . كل شيء أخضر اللون: الأشجار و جذوعها التي تغطي الطحالب و تتدلى من أغصانها, و الأرض المغطاة بالسراخس. بل إن الهواء نفسه كان يمر أخضر اللون عبر أوراق الأشجار.
كان ذلك كله أخضر أكثر مما يجب. . . يا له من كوكب غريب!
وصلنا أخيرا إلى منزل تشارلي. ما زال يعيش في المنزل الصغير الذي فيه غرفتا نوم و الذي اشتراه مع أمي أول أيام زواجهما. ما كان في زواجهما كله إلا تلك الأيام. . . أيامه الأولى. و أمام المنزل الذي لم يتغير أبدا كانت شاحنتي الصغيرة الجديدة تقف في الشارع. . . لا بأس, إنها جديدة بالنسبة لي. كان لونها الأحمر باهتا ولها مصدات كبيرة منحنية و مقصورة محدبة. فوجئت بأنني أحببتها. لم أكن أعلم إن كانت تسير فعلا لكنني رأيت نفسي جالسة فيها. كما أنها من تلك السيارات الحديدية الصلبة التي لا يلحق بها الأذى أبدا. . . سيارة تراها في الحوادث وقد أصابت الخدوش طلاءها بينما تتناثر من حولها قطع السيارة التي اصطدمت بها.
"لقد أحببتها يا أبي. شكرا لك!".
الآن, سيصبح يومي المخيف غدا أقل رعبا بقليل فلن أقف محتارة أمام خيار المشي مسافة ميلين تحت المطر إلى المدرسة أو قبول الركوب في سيارة رئيس الشرطة.
قال تشارلي بصوت أجش وقد أصابه الحرج من جديد:" يسعدني أنك أحببتها".
حملنا جميع امتعتي إلى الطابق الأعلى دفعة واحدة. أخذت غرفة النوم الغربية المطلة على ساحة المنزل الامامية. كانت الغرفة مألوفة لي فهي غرفتي منذ ولادتي. الأرضية الخشبية و الجدران الزرقاء الفاتحة و السقف المدبب و الستائر المصفرة المخرمة تحف بالنافذة من الجانبين. كان هذا كله جزء من طفولتي. لم يغير تشارلي شيئا في الغرفة وأنا أترعرع إلا أن وضع سريرا بدلا من المهد و أضاف طاولة للكتابة. تحمل هذه الطاولة الآن حاسوبا مستعملا يمتد منه خط الهاتف على الأرض إلى أقرب مأخذ في الجدار. كان الكرسي الهزاز من أيام طفولتي ما يزال موجودا في الزاوية.
في المنزل حمام صغير واحد عند قمة السلم كان علي أن أستعمله مع تشارلي. ولم يكن من السهل التآلف كثيرا مع هذه الحقيقة.
كم أفضل الأشياء في تشارلي هو أنه لا يتلكأ كثيرا في مكانه. لقد تركني وحيدة حتى أرتب أشيائي و أشعر بالاستقرار في الغرفة. إنه أمر فريد من المستحيل تماما أن يبدر من أمي. لطيف أن أظل وحدي الآن دون اضطرار إلى أن أبتسم أو أبدو سعيدة؛ ومريح أيضا أن أنظر مكتئبة من النافذة لأرى المطر المتواصل الغزير و أسمح لبعض الدموع بأن تفلت من عيني. لم اكن في مزاج مناسب لنوبة بكاء حقيقة فوفرتها حتى آوي إلى فراشي ويكون علي أن أفكر في الصباح الآتي.
في مدرسة فوركس الثانوية عدد مخيف من الطلاب يبلغ ثلاث مئة وسبعة و خمسين طالبا فقط ( ثلاثة مئة و ثمانية و خمسين الآن) . في مدرستي السابقة كان في الصف الاول الثانوي وحدة أكثر من سبعمئة شخص. لقد ترعرع جميع الاولاد هنا معا؛ و كان أجدادهم يلعبون صغارا معا أيضا. وسوف أكون الفتاة الجديدة القادمة من المدينة الكبيرة. سأكون فرجة في المدرسة؛ شخصا عجيبا.
لو كنت أبدو كما يجدر بفتاة من فينكس أن تبدو لكان بوسعي أن استخدم هذا لمصلحتي. لكنني لم أكن لأناسب أي مكان من ناحية مظهري الجسدي. يجب أن أكون شقراء رياضية لوحتها الشمس. . . لاعبة كرة طائرة أو ربما مشجعة فريق رياضي. . . أي كل تلك الأشياء التي تتناسب مع العيش في وادي الشمس. | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الأربعاء ديسمبر 09, 2009 1:29 pm | |
| الجزء الثالث من الفصل الأول لكن جلدي أبيض باهت بلون العاج؛ وليس لدي حتى عينان زرقاوان أو شعر أحمر رغم الشمس الدائمة. كان جسمي رشيقا على الداوم. لكنه كان رخوا على نحو ما؛ مؤكد أنه ليس رياضيا. ولم يكن لدي التنسيق الضروري بين اليد و العين الذي لا بد منه حتى أستطيع ممارسة الألعاب الرياضية دون إذلال نفسي أو دون إيذاء نفسي و كل من يقف قريبا مني.
عندما أنهيت وضع ملابسي في خزانة خشب الصنوبر القديمة أخذت حقيبة ضروريات الحمام وذهبت إلى الحمام المشترك حتى أنظف نفسي بعد السفر. نظرت إلى وجهي في المرآة ومررت أصابعي في شعري المبلل المتشابك. لعل الضوء هو السبب. لكنني بدوت أكثر شحوبا و أقل عافية . يمكن أن يكون جلدي جميلا فهو نقي جدا, بل يبدو كأنه شفافا, لكن الأمر يعتمد كله على اللون. لم يكن لجلدي لون.
كنت مضطرة و أنا أواجه صورتي الشاحبة في المرآة إلى الاعتراف بأنني أكذب على نفسي. لا تنحصر مشكلتي في المظهر الجسدي وحدة؛ إن كنت غير قادرة على العثور على ملاذ لي في مدرسة فيها ثلاثة آلاف طالب, فما هي فرصي هنا؟
لم اكن اجيد التواصل مع الذين في عمري. بل لعل الحقيقة هي انني لم اكن اجيد التواصل مع الناس من مختلف الاعمار. حتى امي نفسها التي كنت اقرب اليها من اي شخص آخر في العالم لم تكن على وفاق معي؛ و كأننا لم نكن على الموجة نفسها تماما. كنت أتساءل أحيانا ما كنت أتساءل أحيانا ما إذا كانت عيناي تريان الامور ذاتها التي تراها عيون بقية الناس. لعل ثمة خلل في دماغي. لكن السبب ليس هو المهم! ما يهم هو الأثر. وسوف يكون الغد نقطة البداية.
لم انم جيدا طيلة الليل حتى بعد أن انتهيت من البكاء. ولم يتلاشى صوت المطر و الريح على السطح. غطيت رأسي باللحاف القديم الباهت ثم أضفت إليه الوسادة أيضا بعد قليل. لكنني لم أستطع النوم حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل و تحول المطر أخيرا إلى رذاذ هادئ.
لم أستطع ان ارى غير الضباب الكثيف من نافذتي في الصباح و بدات أشعر برهاب الاماكن الضيقة يتسلل إلي شيئا فشيئا. لا يمكن ابدا رؤية السماء هنا؛ إن المكان أشبه بقفص مغلق.
كان تناول الفطور مع تشارلي حدثا هادئا. تمنى لي حظا طيبا في المدرسة فشكرته عارفة أن أمنيته هذه امر مستحيل. كان الحظ الطيب يميل إلى تجنبي. انطلق تشارلي قبلي ذاهبا إلى قسم الشرطة الذي كان بمثابة زوجة و أسرة له. بعد ذهابه جلست إلى طاولة خشب البلوط العتيقة المربعة على واحدة من الكراسي الثلاث غير المتشابهة ورحت أتفحص مطبخ تشارلي الصغير بجدرانه الخشبية القاتمة و خزائنه الصفراء اللامعة و أرضه السيراميك البيضاء. لم يتغير في هذا المطبخ شيء. لقد قامت أمي بطلاء خزائنه قبل ثمانية عشر عاما محاولة إضفاء لمسة من أشعة الشمس على هذا المنزل. وفي غرفة المعيشة المجاورة الضئيلة كان فوق الموقد الصغير صف من الصور. في البداية صورة زفاف تشارلي و أمي في لاس فيغاس, ثم صورة لنا نحن الثلاثة التقطتها ممرضة خدومة في المستشفى عقب ولادتي, ثم تأتي سلسلة من صوري المدرسية حتى آخر عهدي هنا. كان النظر إلى هذه الصور محرجا. . . علي التفكير فيما يمكن أن أفعله حتى أجعل تشارلي يضعها في مكان آخر. . . أثناء إقامتي هنا على الأقل.
بوجودي في هذا المنزل كان من المستحيل أن لا ألاحظ أن تشارلي لم ينس أمي أبدا. وقد جعلني هذا غير مرتاحة.
لم أكن أرغب في الوصول إلى المدرسة أبكر مما يجب, لكني لم أعد أطيق البقاء في المنزل أكثر. ارتديت معطفي الثقيل الذي يشبه المعاطف المستخدمة عند الكوارث البيئية و انطلقت تحت المطر.
كان مطرا ناعما لا يكفي لإغراقي ريثما أجد مفتاح المنزل الذي نخبئة دائما تحت إفريز الباب. و كان صوت حذائي الجديد المقاوم للماء مزعجا. لقد افتقد صوت قرقعة الحصى تحت قدمي عندما أمشي. لم أستطع التوقف قليلا حتى أتأمل شاحنتي الجديدة رغم رغبتي في ذلك. كنت أتعجل الهرب من ذلك البلل الضبابي الذي يتطاير حول رأسي و يعلق بشعري تحت القبعة.
كان الجو لطيفا جافا داخل السيارة. من الواضح أن بيلي أو تشارلي قد نظفها, لكن المقاعد المدبوغة المنجدة لا تزال تفوح برائحة خفيفة من التبغ و البنزين والنعنع الحار. ارتحت لأن المحرك اشتغل سريعا, لكن صوته كان عاليا فقد زمجر أولا ثم هدأ قليلا إنما ظل يدور بأقصى سرعة. لا بأس, لا بد من وجود عيب في شاحنة بهذا العمر. اشتغل الراديو العتيق ايضا فكان مفاجأة لطيفة لم أتوقعها.
لم يكن العثور على المدرسة صعبا مع أني لم أذهب إليها من قبل. فالمدرسة تقع على الطريق العام مثل معظم الأشياء. لم يكن ظاهرا عليها أنها مدرسة, لكن لافتة أعلنت أنها مدرسة فوركس الثانوية, فجعلتني أتوقف عندها. بدت المدرسة مثل مجموعة من البيوت المتشابهة المبنية بالقرميد الأحمر. و كانت الأشجار و الأجمات كثيرة إلى حد منعني من رؤية حجم المدرسة في البداية. تساءلت و الحنين إلى مدرستي القديمة يغمرني: أين هو الإحساس بالمؤسسة؟ أين هي الأسيجة المصنوعة من السلاسل الحديدية, و أين هي أجهزة كشف المعادن؟
أوقفت السيارة أمام المبنى الأول الذي فوق بابه لافتة كتب عليها المكتب الأمامي. لم أرأي سيارة واقفة هناك مما جعلني متأكدة من أن هذا المكتب خارج حدود المدرسة. لكنني قررت أن أستفهم في الداخل عن كيفية التحرك بدلامن التجول هنا و هناك تحت المطر مثل الحمقى. خرجت من السيارة غير راغبة في مغادرة المقصورة الدافئة. مشيت عبر ممر صغير مرصوف تحف به أحجار داكنة. أخذت نفسا عميقا ثم فتحت الباب. | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الأربعاء ديسمبر 09, 2009 1:32 pm | |
| الجزء الرابع من الفصل الاول كان المكان شديد الاضاءة من الداخل و أكثر دفئا مما كنت أتوقع. و كان المكتب صغيرا مع فسحة بسيطة للانتظار فيها مقاعد قابلة للطي وسجادة تجارية منقطة بالبرتقالي. وعلى الجدران تناثر عدد من الاوراق و الملاحظات و ساعة جدارية ضخمة تصدر تكتكة مسموعة. وكانت النباتات تنمو ضمن أوعية بلاستيكية ضخمة موزعة في كل مكان كما لو أن الخضرة في الخارج لا تكفي. كانت طاولة طويلة تقسم الغرفة نصفين عليها سلال شبكية مملوءة بالاوراق و على مقدمة كل منها لصاقة ملونة. أنا خلف الطاولة الطويلة فكانت ثلالثة مكاتب موزعة تجلس إلى احداها امرأة ضخمة حمراء الشعر تضع نظارات و ترتدي قميصا قرمزيا قصير الأكمام جعلني أشعر أن ملابسي أكثر مما يجب.
رفعت المرأة حمراء الشعر رأسها و نظرت إلي:" هل أستطيع خدمتك؟".
"اسمي إيزابيلا سوان".
فهمت من عينيها أنها تعرف اسمي. كانوا يتوقعون قدومي فلا شك في أنه موضوع جيد للقيل و القال هنا. ابنة زوجة رئيس الشرطة السابقة, الطائشة, تعود أخيرا.
قالت المرأة:" طبعا!" ثم راحت تقلب كدسا من الوثائق على مكتبها حتى وجدت ما تبحث عنه وقالت:" لدي برنامج دروسك هنا إضافة إلى خريطة المدرسة".
وضعت على الطاولة عددا من الأوراق حتى أراها.
قرأت لي برنامج دروسي كله و علمت على الخريطة أفضل السبل للذهاب إلى كل قاعة ثم أعطتني بطاقة حتى يوقع عليها جميع المدرسين. وكان علي إعادتها إلى المكتب في نهاية اليوم. ابتسمت لي تمنت. مثل تشارلي, أن أكون مرتاحة و مسرورة هنا في فوركس. رديت على ابتسامتها بابتسامة مقنعة قدر ما استطعت.
كان بعض الطلاب قد بدأوا يصلون إلى المدرسة عندما عدت إلى شاحنتي. قدت الشاحنة حول المدرسة خلف رتل من السيارات. سررت إذ رأيت أن معظم السيارات قديمة مثل سيارتي و لم يكن بينها أي سيارة تلفت الأنظار. لقد كنت أعيش في واحد من الأحياء القليلة منخفضة الدخل المتضمنة في منطقة باراديس فالي. ومع ذلك كان شيئا عاديا أن ترى سيارة مرسيدس أو بورش جديدة في موقفسيارات الطلاب. أما أفخم سيارة هنا فكانت سيارة فولفو لامعة؛ و كانت تقف بعيدا عن غيرها. رغم ذلك كله أطفأت المحرك بمجرد وصولي إلى منطقة الوقوف حتى لا يجذب هدير المحرك الشديد الأنظار إلي.
نظرت إلى خريطة المدرسة و أنا أدخل السيارة محاولة أن أحفظها غيبا الآن. و كنت آمل أن لا أضطر إلى السير هنا و هناك و أنا أحملها أمام أنفي طيلة النهار. وضعت كل شيء في حقيبتي وعلقت الحقيبة على كتفي و استنشقت نفسا عميقا. أستطيع أن أفعل هذا! كذبت على نفسي بضعف. لن يعضني أحد. زفرت أخيرا و نزلت من السيارة.
أبقيت وجهي مشدودا إلى الخلف حتى يختبئ داخل قبعتي بينما مشيت إلى الرصيف المزدحم بالمراهقين. لاحظت براحة أن معطفي الأسود العادي لم يكن متميزا عن غيره.
عندما انعطفت حول الكافيتريا كان من السهل علي تحديد المبنى رقم ثلاثة. كان الرقم (3) مكتوبا بالدهان على مربع أبيض عند زاوية البناء الشرقية. شعرت أن تنفسي تسارع كثيرا عندما اقتربت من البوابة. حاولت أن أحبس أنفاسي بينما كنت أعبر البوابة في إثر معطفين مطريين.
كانت غرفة الصف صغيرة. وقف الشخصان السائران أمامي داخل الباب حتى يعلقا معطفيهما على صف طويل من المشاجب. فعلت كما فعلا. كانا بنتين إحداهما شقراء, بشرتها بيضاء كالبروسلين والثانية شاحبة أيضا لها شعر بني فاتح. على الأقل لن يكون لون جلدي مستغربا هنا.
أخذت البطاقة إلى المدرس الذي كان رجلا طويلا بدأ الصلع يغزو رأسه. كانت على مكتبه بطاقة باسم السيد ماسون. حدق إلي بطريقة بلهاء عندما ذكرت له اسمي. . . ليس هذا برد فعل مشجع. . . و بالطبع احمر وجهي فجاة مثل البندورة. لكنه أرسلني لأجلس على مقعد فارغ في آخر الغرفة من غير ان يقدمني إلى الصف. كان من الصعب على زملاء صفي الجديد أن يحدقوا إلي وانا خلفهم, لكنهم نجحوا في ذلك بطريقة من الطرق. أبقيت عيني مسبلتين أنظر في قائمة المواد المطلوبة قراءتها التي أعطاني إياها المدرس. كانت أعمالا كلاسيكية فعلا: برونتي و شكسبير و تشوسر و فولكنر. لقد سبق لي ان قرأتها كلها. كان هذا مريحا . . . ومملا أيضا. فكرت فيما إذا كانت أمي يمكن ان ترسل لي ملف المواضيع القديمة التي كتبتها, او لعلها تعتبر ذلك نوعا من الغش. دارت في رأسي جدالات كثيرة بيني و بينها في حين كان المدرس يتحدث و يتحدث.
عندما قرع الجرس, وكان صوته مثل أزيز صادر من الأنف, انحنى نحوي عبر الممر بين المقاعد ولد يشبه شكله أفراد العصابات بشعره الأسود الناعم و جلده ذي البثور.
"أنت إيزابيلا سوان, صحيح!".
لقد بدا لي مثل الاولاد الخدومين اكثر مما يجب في نادي الشطرنج فصححت قائلة:" اسمي بيلا".
استدار كل من كان ضمن دائرة قطرها ثلاثة مقاعد ناظرين إلي . سالني الولد:" أين هي حصتك التالية؟".
كان علي أن أنظر في حقيبتي:"همم, إنها حصة سياسية مع جيفرسون في المبنى رقم6".
لم اكن لأستطيع النظر في أي اتجاه دون أن تصادف عيناي أعينا فضولية.
كان بالتاكيد خدوما أكثر مما يجب:" أنا ذاهب إلى المبنى رقم 4. أستطيع أن أريك الطريق. اسمي إريك".
ابتسمت مترددة وقلت:" شكرا".
أخذنا معاطفنا و خرجنا إلى المطر الذي زادت شدته. أستطيع أن أقسم أن عدة أشخاص كانوا يسيرون خلفنا على مقربة شديدة تسمح لهم باستراق السمع. رجوت أن لا تكون الهواجس قد استولت علي.
سألني:" إذن, الأمر هنا مختلف كثيرا عن فينيكس, هاه؟".
"كثيرا".
"إنها لا تمطر كثيرا هناك, صحيح؟".
"ثلاث أو أربع مرات في السنة".
تساءل متعجبا:" واو! ما عسى ذلك ان يكون؟".
"كثير من الشمس".
"لا يبدو عليك أن الشمس قد لوحتك كثيرا".
"أمي من أصول انكليزية!".
نظر إلى وجهي نظرة متفحصة, فأطلقت زفرة. يظهر أن الغيوم و المزاج الفكاهي لا يجتمعان. يكفيني عدة أشهر على هذا النحو حتى أنسى كيف أتحدث بخفة و بسخرية.
سرنا حول الكافتيريا و مررنا بجانب الصالة الرياضية متجهين إلى المباني الجنوبية. أوصلني إريك إلى الباب تماما مع أن رقم المبنى كان مكتوبا عليه بوضوح.
عندما لمست مقبض الباب قال إريك:" حظا طيبا! ثم أضاف بصوت بدا عليه الأمل: ربما يكون لدينا دروس مشتركة أخرى".
ابتسمت له ابتسامة شاردة و دخلت المبنى.
مضت بقية ذلك الصباح على النحو نفسه. كان مدرس مادة المثلثات, السيد فارنر الذي كنت ساكرهه على أي حال بسبب المادة التي يدرسها, الشخص الوحيد الذي جعلني أقف أمام الصف كله لأقدم نفسي. تعلثمت واحمر وجهي و تعثرت بحذائي و أنا أعود إلى مقعدي.
بعد حصتين بدات اتعرف على عدد كبير من الوجوه في كل صف. كنت أرى دائما شخصا أكثر شجاعة من الآخرين يقدم نفسه و يسألني أسئلة عما إذا كنت أحب فوركس. حاولت أن أكون دبلوماسية, و كذبت كثيرا في معظم الحالات. لكنني لم أكن بحاجة إلى استخدام الخريطة على الأقل.
جلست إحدى الفتيات بجانبي في درسي المثلثات و اللغة الإسبانية. و سارت معي إلى الكافيتريا وقت الغداء. كانت ضئيلة؛ اقصر مني بنحو عشرة سنتيمترات مع أن طولي لم يكن يتجاوز 162 سنتيمترا, لكن شعرها الداكن المجعد عوض عن قدر كبير من فارق الطول بيننا. لم أستطع تذكر اسمها, لذلك ابتسمت و أومأت لها برأسي وهي تثرثر عن المعلمين و الصفوف. . . لم أحاول متابعة ما تقول.
جلسنا إلى طرف طاولة عليها عدد من أصدقائها الذين قدمتني إليهم. نسيت أسماءهم جميعا بمجرد أن انتهت من تعدادها. بدا أصدقاؤها متأثرين بشجاعتها في التحدث معي. أما ذلك الصبي من صف اللغة الانكليزية, إريك, فقد لوح لي بيده من الناحية الأخرى للقاعة.
هناك حيث كنت أجلس في غرفة الطعام محاولة فتح حديث مع سبعة أشخاص غرباء. . . هناك رأيتهم للمرة الأولى.
كانوا يجلسون في زاوية الكافيتريا, أي في ابعد مكان عن النقطة التي كنت أجلس فيها. كانوا خمسة. وما كانوا يتحدثون أو ياكلون مع أن صينية من الطعام كانت أمام كل واحد منهم. وما كانوا يحدقون إلي خلافا لمعظم التلاميذ الآخرين. لذلك كان من الآمن أن أنظر إليهم دون خوف من ملاقاة أعين تبدي اهتماما مفرطا. لكن ما جذب اهتمامي لم يكن أي شيء من هذا كله.
ما كانوا متشابهين أبدا. فمن بين الاولاد الثلاثة كان صبي ضخم مفتول العضلات مثل رباع حقيقي و له شعر داكن مجعد. كان الثاني أطول منه و أرشق جسدا لكنه مفتول العضلات أيضا وكان شعره أشقر بلون العسل. وكان الثالث طويلا نحيلا له شعر برونزي كشعث. كان شكله أكثر صبيانية من الآخرين اللذين يمكن أن يوحي شكلهما بأنهما في الجامعة, أو حتى بأنهما معلمين لا طالبين.
كانت الفتيات عكس الاولاد تماما. كانت الطويلة اشبه بتمثال. . . قوام جميل من ذلك النوع الذي تراه على غلاف مجلات ملابس السباحة أي من النوع الذي يجعل كل فتاة من حولها تفقد جزءا من ثقتها في نفسها لمجرد وجودها معها في غرفة واحدة. كان شعرها ذهبي اللون تمتد تموجاته الناعمة حتى منتصف ظهرها. و كانت الفتاة القصيرة ذات مظهر عابث. . . شديدة النحول دقيقة القسمات لها شعر أسود فاحم قصير يشير في كل اتجاه.
لكنهم كانوا جميعا متشابهين تماما. كانوا شاحبي اللون كالطبشور, بل كانوا اكثر شحوبا من جميع الطلاب في هذه البلدة التي لا تعرف الشمس. كانوا أكثر شحوبا مني, أنا البريطانية! كانت عيونهم داكنة رغم تفاوت الوانها. و كانت لهم جميعا ظلال تحت اعينهم. . . ظلال مزرقة قليلا كأنها كدمات. كانوا مثل من يعاني آثار ليلة من الأرق أو من يتماثل أنفه المكسور للشفاء. لكن أنوفهم وملامحهم كلها كانت جميلة متناسقة تامة.
لكن هذا كله لم يكن هو ما جعلني لا أستطيع رفع أنظاري عنهم.
كنت أحدق إليهم لأن وجوههد المختلفة جدا, المتشابهة جدا, كانت كلها جميلة جدا على نحو غير بشري. وجوه لا يتوقع المرء أن يراها إلا على صفحات مجلات الأزياء أو في صور الملائكة التي رسمها فنانون كبار قدماء. كان يصعب تحديد الاجمل بينهم. . . لعلها تلك الشقراء الرائعة أو الصبي ذو الشعر البرونزي.
كانت أبصار كل منهم تتجه بعيدا. . .بعيدا عن بقية المجموعة. . . بعيدا عن بقية الطلاب. . . بعيدا عن أي شيء محدد. هذا ما رأيته على الأقل. فيما كنت أنظر إليهم نهضت الفتاة القصيرة حاملة صينيتها. . . علبة صودا لا تزال مغلقة, وتفاحة لا تزال سليمة. . . وسارت بعيدا بخطوات سريعة متبخترة كمن يمشي على خشبة مسرح. ظللت أنظر إليها مدهوشة بخطواتها الراقصة الرشيقة حتى وضعت صينيتها و خرجت من الباب الخلفي بأسرع مما تخيلت ذلك ممكنا. عادت عيناي إلى بقية المجموعة فوجدتهم جالسين كما كانوا تماما.
سألت الفتاة التي من صف اللغة الإسبانية. . . نسيت اسمها:" من هم؟".
وبينما كانت تنظر لتعرف من المقصود. . . الأرجح أنها عرفت ذلك من نبرة صوتي. . . نظر إلي فجأة. . . الشاب النحيل ذو الملامح الصبيانية. . . لعله أصغرهم. نظر إلى جارتي لجزء من الثانية ثم اتجهت عيناه الداكنتان إلى عيني.
أشاح بنظره سريعا. ..أسرع مني . . .رغم أنني أسبلت عيني محرجة من فوري . لم يظهر على وجهه أي اهتمام في تلك النظرة الخاطفة . . . كان الأمر كأن جارتي نادت باسمه فنظر عفويا مقررا ألا يجيب.
ضحكت جارتي محرجة وهي تنظر إلى الطاولة مثلي و قالت بصوت خفيض:" إنهم إدوارد و إيميت كولن و روزالي و جاسبر هيل. أما التي ذهبت فهي أليس كولن. إنهم يعيشون كلهم مع د. كولن و زوجته".
ألقيت نظرة جانبية على الصبي الجميل الذي كان ينظر إلى صينيته الآن و يفتت كعكة مستديرة بأصابعه الشاحبة الطويلة. كان فمه يتحرك سريعا جدا من غير أن يفتح شفتيه الرائعتين إلا قليلا جدا. ظلت أنظار الثلاثة الآخرين متجهة بعيدا لكنني شعرت أنه كان يحدثهم بصوت خافت.
قلت في نفسي إنها أسماء غريبة غير شائعة . . . أشبه بأسماء الاجداد و الجدات. لكن لعلها أسماء شائعة هنا . . . في البلدات الصغيرة! أخيرا تذكرت أن جارتي تدعى جيسيكا, وهذا اسم شائع تماما. كانت معي فتاتان باسم جيسيكا في صف التاريخ في أريزونا.
قلت جاهدة في جعل تعبيري أقل مما شعرت به فعلا:" إنهم . . . لطيفوا المظهر جدا".
ضحكت جيسيكا ثانية وقالت:"نعم . . . لكنهم كلهم معا. . . أقصد إيميت و روزالي و جاسبر و أليس. وهم يعيشون معا أيضا".
قلت لنفسي إن صوتها حمل كل ما في هذه البلدة الصغيرة من صدمة و إدانة. لكن, لكن صادقة, علي أن أعترف أن من شأن هذا أن يثير القيل والقال حتى في فينيكس نفسها.
سألتها:" من هم أبناء كولن؟ إنهم لا يبدون إخوة. . ."
"أوه! إنهم ليسوا إخوة. د. كولن ما يزال شابا. إنه في العشرينات أو في أوائل الثلاثينات. إنهم متبنون جميعا. جاسبر و رزالي هيل. . . الأشقران. . . شقيق و شقيقة. . . إنهما توأم. أمهما أخت زوجة د. كولن أو شيء من هذا القبيل. . . لقد عاشا في بيت كولن".
"لكنهما كبيران".
"إنهما كبيران الآن. جاسبر و روزالي في الثامنة عشر. لكنهما يعيشان مع السيدة كولن منذ كانا في الثامنة".
"هذا لطيف حقا. . . لطيف منها أن تهتم بهذين الطفلين على هذا النحو عندما كانا صغيرين جدا".
قالت جيسيكا من غير اهتمام:" أعتقد هذا".
شعرت أنها لا تحب الدكتور ولا زوجته. . . لسبب من الأسباب. لكن كان بوسعي الافتراض من النظرات التي كانت تلقيها على أبنائهما بالتبني أن السبب هو الغيرة. أضافت جيسيكا و كان هذا يقلل من لطافة الأمر:" اعتقد أن السيدة كولن لا تستطيع الإنجاب".
خلال هذا الحديث كله كانت عيناي تلقيان من حين لآخر نظرة خاطفة إلى الطاولة التي جلست إليها تلك العائلة الغريبة. كانوا مستمرين في النظر إلى الجدران دون أن يتناولوا الطعام.
سألتها:" هل كانوا يعيشون في فوركس دائما؟".
لو كانوا في فوركس دائما لرأيتهم بالتاكيد ذات صيف.
قالت جيسيكا بصوت يوحي أن الأمر يجب أن يكون واضحا حتى بالنسبة لقادم جديد مثلي:" لا! جاؤوا من مكان ما في ألاسكا منذ عامين فقط".
غمرتني موجة من الاشفاق. . . ومن الراحة. إشفاق لأنهم كانوا دخلاء ولأن من الواضح أنهم غير مقبولين. . . رغم جمالهم. وراحة لأنني لم اكن الوافد الجديد الوحيد هنا و لأنني لم أكن إثارة للاهتمام. . . بكل تأكيد. . . و بكل المقاييس.
بينما كنت أنظر إليهم التقت عيناي بعيني أصغرهم, أدوارد كولن, و كان الفضول واضحا في تعبيره هذه المرة. وبينما كنت أشيح بوجهي سريعا بدا لي أن نظرته نوعا من توقع لم يتحقق.
"من الصبي ذو الشعر البني المحمر؟".
نظرت إليه خلسة من زاوية عيني فوجدته مستمرا في النظر إلي. لكنه لم يكن يحدق بغباؤ كما فعل بقية الطلاب اليوم. . . كان على وجهه تعبير يوحي بشيء من الإحباط و الغضب. أطرقت برأسي ثانية. | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الأربعاء ديسمبر 09, 2009 1:39 pm | |
| قالت جيسيكا:" إنه إدوارد. إنه رائع طبعا. لكنه لا يواعد الفتيات فلا تضيعي وقتك معه. واضح أنه لا يعتبر أي فتاة هنا جميلة بما يكفي بالنسبة إليه".
إنها حالة واضحة من حالات العنب الحامض.متى خيب أملها يا ترى؟
عضضت شفتي حتى أخفي ابتسامتي ثم نظرت إليه ثانية. كان قد أدار وجهه, لكني شعرت أن وجنته ارتفعت قليلا كما لو أنه يبتسم أيضا.
بعد عدة دقائق نهض الأربعة وغادروا طاولتهم سوية. كانت مشيتهم رشيقة جميلة. حتى ذلك الضخم ذو الشعر البني. كان النظر إليهم معذبا. أما الذي اسمه إدوارد فلم ينظر إلي مرة ثانية.
جلست إلى الطاولة مع جيسيكا و أصدقائها وقتا أطول مما لو كنت جالسة وحدي. خفت أن اتأخر عن صفي في أول أيامي في هذه المدرسة. كانت فتاة من معارفي الجدد ذاهبة إلى صف علم الأحياء 2 مثلي وقد ذكرتني بلطف أن اسمها أنجيلا. مشينا باتجاه الصف صامتتين. لقد كانت خجولة أيضا.
عندما دخلنا الصف ذهبت أنجيلا لتجلس إلى طاولة المخبر ذات السطح الأسود. . . تماما مثل طاولات المخبر التي أعرفها. كان لديها جار على الطاولة. و الحقيقة أن كل الطاولات كانت مشغولة إلا واحدة. وإلى هذه الطاولة, قرب الممر الأوسط, كان يجلس إدوارد كولن بشعره غير المألوف و بجانبه الكرسي الفارغ الوحيد.
مشيت في الممر لأقدم نفسي إلى المدرس وأطلب توقيعه على البطاقة,لكني كنت أراقب إدوارد خلسة. وعندما مررت بجانبه تصلب في مقعده فجأة. حدق إلي ثانية فالتقت عيناه بعيني و كان على وجهه تعبير غريب جدا. . .تعبير غضب وكراهية. ادرت رأسي سريعا و أنا أشعر بصدمة. واحمر وجهي من جديد. تعثرت بكتاب ملقى في الممر فامسكت بطرف إحدى الطاولات حتى لا أقع. . . سمعت ضحك الفتاة الجالسة إليها.
لاحظت أن عينيه سوداوان. . . سوداوان كالفحم.
وقع السيد بانر على البطاقة و أعطاني كتابا دون أن يقول شيئا من تلك السخافات المتعلقة بتقديم نفسي لبقية الطلاب. شعرت أننا سننسجم معا. و بطبيعة الحال لم يكن لديه خيار إلا أن يرسلني لأجلس في المقعد الوحيد الشاغر في منتصف الغرفة. ذهبت لأجلس بجانب إدوارد دون أن أرفع نظري. و كنت محتارة بسبب النظرة المعادية التي رأيتها على وجهه.
لم أرفع نظري وأنا أضع كتابي على الطاولة و أجلس على مقعدي لكني رأيت من زاوية عيني أنه يغير وضعيته. كان يميل بجسمه مبتعدا عني جالسا على حافة كرسيه مشيحا بوجهه كما لو أنه يشم رائحة كريهة. دون وعي شممت شعري. كانت رائحته مثل رائحة الفريز . . .إنها رائحة صابوني المفضل. كانت تبدو رائحة بريئة بالقدر الكافي. تركت شعري يسقط فوق كتفي الأيمن ليصنع ستارة بيننا و حاولت الانتباه للدرس.
و لسوء حظي كانت المحاضرة عن تشريح الخلية و هذا موضوع سبق أن درسته. لكنني سجلت ملاحظاتي بعناية دون أن أرفع رأسي.
لم أستطع منع نفسي من النظر عبر ستارة شعري من حين لآخر إلى ذلك الصبي الغريب الجالس قربي. وخلال الدرس كله لم يخفف أبدا من وضعيته المتصلبة على حافة الكرسي بعيدا عني إلى أقصى ممكن. كان يضم كفه ىعلى ساقه اليسرى بقبضة محكمة. . . كانت العروق نافرة تحت جلد يده الشاحب. لم يرخ قبضته أيضا. كانت أكمام قميصه الأبيض مرفوعة حتى المرفقين. و كان ساعده يبدو صلبا مفتول العضلات تحت جلده إلى حد فاجأني. وما كان أبدا ضئيل الحجم كما بدا لي عندما كان يجلس قرب أخيه الضخم.
لم أشعر بطول ذلك الدرس أكثر من غيره. لعل ذلك لأن اليوم كان يشارف على النهاية أخيرا, أو لعله لأنني كنت انتظر قبضته المشدودة حتى تسترخي؟ لكنها لم تسترخي أبدا. لقد ظل جالسا دون أي حركة حتى كأنه لم يكن يتنفس. ما مشكلته؟ هل هذا هو سلوكه الطبيعي؟ راجعت حكمي بشأن ما رأيته من مرارة جيسيكا وقت الغداء. لعلها لم تكن تكرهه كما ظننت.
لا علاقة للأمر بي إطلاقا. إنه لا يميز بيني وبين أي فتاة أخرى.
استرقت النظر إليه مرة أخرى, لكني ندمت على ذلك. كان يحدق بي ثانية و الاشمئزاز يملأ عينيه السوداوين. ابتعدت عنه بأقصى ما استطعت ملتصفة بمقعدي و مرت بذهني فجأة عبارة( لو كانت النظرات تستطيع القتل !).
رن الجرس عاليا في تلك اللحظة فجعلني اجفل. قام إدوارد كولن من مقعده واقفا بليونة. . . كان أطول بكثير مما ظننت . . .كان ظهره باتجاهي. وخرج من الباب حتى قبل أن ينهض أحد من مقعده.
جلست في مقعدي متجمدة أحدق في إثره بنظرات فارغة. لقد كان وضيعا. ليس الامر عادلا هكذا. بدأت اجمع أشيائي ببطء محاولة كبت الغضب الذي ملأني لأنني خفت أن تفر الدموع من عيني. لسبب لا أعرفه كان مزاجي شديد الارتباط بدموعي. و عادة ما كنت أبكي عند الغضب. . . إنه ميل مخزي.
سمعت صوتا ذكوريا يسألني:"ألست ىإيزابيلا سوان؟".
نظرت فرأيت صبيا ظريفا له وجه طفل. كان شعره الأشقر الشاحب مصففا بالجل على شكل حزم نافرة. و كان يبتسم لي ابتسامة ودية. واضح أنه لا يجد رائحتي سيئة.
صححت قوله مبتسمة :" اسمي بيلا".
"أنا مايك".
"أهلا مايك".
"هل أنت بحاجة إلى مساعدة للعثور على مكان درسك التالي؟".
"أنا ذاهبة إلى قاعة الرياضة في الواقع. أعتقد أنني أستطيع العثور عليها".
"أنا ذاهب إليها أيضا".
بدا مسحور بهذه المصادفة مع أنها ليست مصادفة غريبة في مدرسة صغيرة إلى هذا الحد.
مشينا إلى قاعة الرياضة معا. لقد كان كثير الكلام. . . تولى معظم الحديث بنفسه, وهذا ما جعل الأمر اسهل بالنسبة لي. لقد عاش في كاليفورنيا حتى بلغ العاشرة و لهذا كان يعرف كيف أشعر هنا بسبب غياب الشمس. و اتضح أنه معي في صف اللغة الإنكليزية أيضا. كان ألطف شخص أقابله اليوم.
لكنه سألني بينما كنا ندخل إلى قاعة الرياضة:" هل طعنت إدوارد كولن بالقلم أم ماذا؟ لم أره يتصرف على هذا النحو من قبل".
انكمشت على نفسي خوفا. لست وحدي من لاحظ الأمر إذن. ومن الواضح أن هذا السلوك لم يكن سلوك إدوارد كولن المعتاد. قررت التظاهر بالغباء.
سألته على نحو اخرق:"هل هو الصبي الذي كان يجلس بجانبي في درس الأحياء؟".
"نعم! بدا كأنه متألم. . . أو شيء من هذا القبيل".
"لا أعرف. . . أنا لم أتكلم معه".
تباطأ مايك بجانبي بدل أن يذهب إلى غرفة تبديل الملابس و قال: "إنه شخص غريب. لو كنت محظوظا و جلست بجانبك لتحدثت معك طبعا!".
ابتسمت له قبل أن أذهب إلى غرفة تبديل ملابس الفتيات. كان ودودا. من الواضح أنه معجب بي. لكن هذا لم يكن كافيا لتبديد انزعاجي.
وجد مدرس الرياضة, المدرب كلوب, ملابس رياضية من أجلي لكنه لم يطلب مني ارتداءها في حصة اليوم. في مدرستي السابقة كان درس الرياضة مطلوبا منا سنتين فقط. أما هنا فهو إجباري مدة أربع سنوات. كانت فوركس جحيمي على الأرض بالمعنى الحرفي.
رحت أراقب أربع مباريات في الكرة الطائرة تجري في وقت واحد. و تذكرت كثرة الإصابات التي لحقت بي, و التي ألحقتها بغيري, خلال لعب الكرة الطائرة. شعرت بشيء من الغثيان.
رن جرس الإنصراف أخيرا. مشيت ببطء إلى المكتب حتى أعيد البطاقة. كان المطر قد توقف, لكن الريح كانت أكثر شدة و برودة لففت ذراعي حول جسدي.
عندما دخلت المكتب الدافئ كدت أستدير على عقبي و أخرج فورا.
كان إدوارد كولن واقفا أمامي عند المكتب. لقد عرفته فورا من شعره المشعث البرونزي. لم يبد عليه أنه لاحظ دخولي. وقفت ملتصقة بالجدار خلفه وانتظرت حتى تفرغ موظفة الاستقبال من الحديث معه.
كان يجادلها بصوت منخفض جذاب. وسرعان ما فمهت موضوع جدالهما. إنه يريد تغيير موعد ساعات علم الأحياء الست إلى وقت آخر . . . أي وقت آخر.
لم أصدق أن الأمر يتعلق بي. لابد أن في الأمر شيئا آخر. شيء حدث قبل دخولي صف علم الأحياء. لابد أن تلك النظرة على وجهه كانت بسبب أمر آخر تماما. مستحيل أن يكون هذا الغريب قد اتخذ مني موقف الكره الشديد المفاجئ إلى هذا الحد.
انفتح الباب ثانية واندفعت ريح باردة مفاجئة إلى الغرفة مبعثرة الأوراق فوق المكتب وجعلت شعري يرفرف فوق وجهي. اكتفت الفتاة التي دخلت بأن بلغت المكتب فوضعت ورقة في السلة ثم خرجت. لكن ظهر غدوارد كولن تصلب ورأيته يستدير ببطء و يحدق إلي. . . كان و جهه وسيما على نحو غريب. . .و كانت نظرة الكراهية تملأ عينيه الثاقبتين. ولوهلة . . . شعرت بنوبة من الخوف الحقيقي جعلت شعري يقف. لم تدم تلك النظرة إلا ثانية واحدة لكنها جعلتني أشعر ببرد أشد من برد الريح الصقيعية. استدار إدوارد إلى موظفة الاستقبال وقال متعجلا بصوت مخملي:" لا بأس إذن. أفهم أن الأمر مستحيل. أشكرك كثيرا على مساعدتك".
استدار على عقبيه دون أن يلقي باتجاهي نظرة أخرى و خرج من الباب.
مشيت ببطء إلى المكتب وقد امتقع وجهي بدلا من أن يحمر. ناولتها البطاقة الموقعة فسألتني بصوت أمومي:" كيف كان يومك الأول في المدرسة يا عزيزتي؟".
كذبت قائلة بصوت خافت:" جيد". فلم يبد عليها أي اقتناع.
عندما و صلت إلى سيارتي وجدت أنها آخر سيارة باقية في الموقف تقريبا. شعرت أنها ملاذ آمن لي فهي أقرب شيء إلى منزلي في هذه البقعة الخضراء المشبعة بالرطوبة. جلست داخل السيارة قليلا مكتفية بالتحديق عبر زجاجها على غير هدى. لكنني سرعان ما شعرت بالبرد و بالحاجة إلى تشغيل التدفئة. أدرت المفتاح فانطلق المحرك مزمجرا. قدت السيارة عائدة إلى منزل تشارلي أحاول كبت دموعي طوال الطريق. ومرت اسابيع كثيرة ولم تراه وفي يوم من الايام القت الى الظاولة ووجدت ادوارد الفتى الجميل ثم..............
عدل سابقا من قبل Beautiful-Girl في السبت ديسمبر 12, 2009 11:04 am عدل 1 مرات | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الأربعاء ديسمبر 09, 2009 4:38 pm | |
| وهكذا انتهينا من الفصل والاول والفصل الثاني بالطريق قراءة ممتعة | |
| | | FriendZz V.I.B_1
عدد المساهمات : 180 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 الموقع : يختي شو هالسؤال اكيد احنا بالبيت
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الجمعة ديسمبر 11, 2009 11:50 am | |
| يعطيكي العافية يسلموو على الموضوع تقبلي خالص تحياتنا منستنا الجزء التانيnew mOOn friendZz | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الجمعة ديسمبر 11, 2009 6:07 pm | |
| ان شاء الله اول ما ينزل بحطو في المنتدى بس يا حبيبتي الجزء الاول من الفليم له فصلين من الرواية | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight السبت ديسمبر 12, 2009 10:55 am | |
| جذبتني جيسيكا من ذراعي وقالت : (( بيلا . ماذا تريدين ؟)) أطرقت براسي . شعرت بالحرارة في أذني . ورحت أذكر نفسي أن مامن شيء يدعو إلى القلق ... لم أفعل شيئاً خاطئاً . سأل مايك جيسيكا : (( ماذا بها ... بيلا ؟)) أجبته : (( لا شيء . لاأريد الا صودا اليوم )) . وقفت في آخر صف المنتظرين . سألتني جيسيكا : (( ألست جائعة ؟)) قلت لها ونظري مازال إلى الارض : أشعر أنني لست على مايرام . انتظرت حتى أخذوا طعامهم ثم مشيت خلفهم إلى الطاولة وأنا أنظر إلى قدمي . بدأت أرتشف الصودا بهدوء وأنا أحس بتقلصات معدتي . سألني مايك مرتين ، باهتمام لا ضرورة له ، أن كنت أشعر بتحسن . قلت له أن الامر عارض لا يستحق القلق ، لكنني كنت أتساءل : أليس من الافضل أن أمضي في لعبتي هذه وأهرب إلى غرفة الممرضة فأمضي فيها الساعة القادمة ؟ ماأسخفني ! ... لماذا أهرب ؟ قررت أن أسمح لنفسي بنظرة سريعة إلى طاولة أسرة كولن . اذا كان ينظر إلي فسأهرب من درس البيولوجيا . هكذا أنا ... جبانة ! نظرت من خلال أهدابي دون أرفع رأسي . لم يكن أحد منهم ينظر في هذا الاتجاه . رفعت رأسي قليلاً . كانوا يضحكون . كان شعر إدوارد وجاسبر وإيميت مشبعاً بالثلج الذائب . وكانت أليس وروزالي تميلان مبتعدتين عن إيميت الذي راح يهز شعره المبتل بالماء باتجاههما . كانوا مستمتعين بذلك اليوم المثلج ... تماماً مثل الجميع ... الفارق فقط هو أنهم كانوا مثل مشهد من فيلم سينمائي ... ليس مثلنا ! لكن ، كان ثمة شيء مختلف ، بصرف النظر عن الضحك والبهجة . ولم أستطع تحديد ذلك الشيء المختلف . تفحصت إدورد بدقة أكبر . كان لون جلده أقل شحوباً ( لعل هذا بسبب اللعب بالثلج ) وكانت الدوائر الداكنة تحت عينيه أقل ظهوراً . لكن ، كان هناك شيء آخر .رحت أحدق فيه مفكرة ، محدقة ، محاولة تمييز ذلك الشيء . تدخلت جيسيكا وهي تتعقب نظراتي بعينيها : (( بيلا ! ماالذي تحدقين فيه ؟ )) في تلك اللحظة تحديداً رفع نظره فالتقت عيناه بعيني . أطرقت برأسي سريعاً فغطى شعري وجهي . كنت واثقة ، رغم قصر لحظة التقاء أنظارنا ، أنه لم ينظر إلي نظرة قاسية غير ودية كما كان الامر عندما رأيته آخر مرة . بدا الفضول في نظرته فحسب ... بدا كأنه يريد أن يعرف شيئاً . قالت جيسيكا في أذني ضاحكةً : (( إدوارد كولن ينظر إليك ! )) لم أستطع منع نفسي من سؤالها : (( هل يبدو غاضباً ؟)) ((لا! )) قالت جيسيكا مستغربة سؤالي : (( لماذا يكون غاضباً ؟)) قلت بصوت خافت : أعتقد أنه لايحبني . مازلت أشعر بالغثيان وضعت رأسي على ذراعي . (( أولاد كولن لايحبون أحداً ... إنهم لا يلاحظون وجود أحد حتى يحبونه . لكنه مازال ينظر إليك )) . همست : كفي عن النظر إليه . ضحكت ضحكة مكبوتة ، لكنها أشاحت بنظرها عنه . رفعت رأسي بالقدر الكافي حتى أتأكد أنها لم تعد تنظر إليه ... فكرت في استخدام العنف إن لم تستجب . قاطعنا مايك في تلك اللحظة ... كان يخطط لمعركة تراشق بالثلج في موقف السيارات بعد المدرسة وأرادنا أن نشترك فيها . وافقت جيسيكا متحمسة . كانت طريقة نظرها إلى مايك لاتترك مجالاً للشك في أنها توافق على كل مايقترحه . بقية صامتة. كان علي أن أختبىء في الصالة الرياضية حتى يخلو موقف السيارات من الناس . حرصت خلال مابقي من فترة الغداء على إبغاء نظري ممراً إلى الطاولة . قررت الوفاء بما قطعته على نفسي . بما أن الغضب لايبدو عليه فسوف أذهب إلى درس البيولوجيا . شعرت بتقلصات الخوف في معدتي لفكرة جلوسي قريبة منه مرة أخرى . لم أكن أرغب في الذهاب إلى الصف برفقة مايك كما تعودنا ( كان يبدو هدفاً مرغوباً لدى رماة كرات الثلج ) . وعندما ذهبنا إلى الباب شهق الجميع معاً .. الا أنا ! كان المطر يهطل غاسلاً بقايا الثلج . كانت خطوط من الماء المثلج تجري على امتداد الممر . رفعت قبعة سترتي فوق رأسي محاولة إخفاء سروري . صرت الان حرة في الذهاب إلى المنزل فور انتهاء درس الرياضة . ظل مايك يشتكي ويتذمر طيلة الطريق إلى المبنى رقم 4 . وعندما دخلنا الصف شعرت براحة عندما رأيت طاولتي ماتزال فارغة . كان الاستاذ بانر يسير في القاعة ويوزع المجاهر وعلب شرائح العينات على الطاولات . لن يبدأ الدرس الا بعد عدة دقائق . وكانت الغرفة تضج بالكلام . امتنعت عن النظر إلى الباب ورحت أعبث بحافة دفتري من غير هدف . سمعت حركة الكرسي الذي بجانبي بوضوح شديد لكن نظري ظل متركزاً على الدفتر . (( مرحباً ! ... قالها صوت موسيقي هادىء .رفعت رأسي وقد فاجأني حديثه معي . كان يجلس بعيداً عني بالقدر الذي تسمح به الطاولة ، لكنه كان يميل نحوي بكرسيه . كان الماء يقطر من شعره المشعث . ومع ذلك كان يبدو كمن فرغ قبل قليل من تصوير إعلان عن مستحضرات الشعر . كان وجهه بالغ الجمال يبدو ودوداً متفتحاً . وكانت ابتسامتة خفيفة تظهر على شفتيه . لكن نظرته كانت حذرة . قال : (( أسمي إدوارد كولن . لم تسنح لي الفرصة تقديم نفسي في الاسبوع الماضي . لابد أنك بيلا سوان )). كان الارتباك يعصف رأسي . هل اخترعت الامر كله بنفسي ؟ كان علي أن أنطق ... لقد كان ينتظر . لكن شيئاً مما يقوله الناس عادةً لم يخطر ببالي . قلت متلعثمة : (( كــ....كيف تعرف اسمي ؟)) ضحك ضحكة موسيقية خافتة : ((آه ! .. أعتقد أن الجميع يعرفون اسمك . لقد كانت البلدة كلها تنتظر وصولك )). قطبت وجهي ... كنت أعرف أن الامر هكذا . لكنني ظللت على إصراري الغبي : (( لا! أقصد لماذا تدعوني بيلا ؟)) بدا عليه الارتباك : (( هل تفضلين اسم إيزابيلا ؟)) (( لا ، أنا أفضل بيلا . لكنني أظن أن تشارلي ... أقصد والدي ... يدعوني إيزابيلا عندما يتحدث مع الاخرين ... وهذا هو الاسم الذي يبدو أن الجميع يعرفونه هنا )) . هكذا رحت أشرح له وأنا أشعر بغباء تام . لم يواصل إدوارد هذا الحديث . فأشحت بنظري بعيداً . لحسن الحظ ، بدأ الاستاذ بانر الدرس في تلك اللحظة . حاولت التركيز على شرحه للتجربة التي كنا على وشك إجرائها اليوم . كان في صندوق الشرائح مجموعة غير مرتبة من العينات . وكان على كل زوج منا أن يفرز شرائح خلايا جذور البصل إلى مجموعتين حسب طور انقسام الخلايا وأن يكتب اسم الطور على الشريحة . لم يكن يحق لنا أن نستعين بالكتاب . أعطانا الاستاذ عشرين دقيقة يقوم بعدها بالتجول بيننا ليرى من فرز العينات على نحو صحيح . قال الاستاذ : (( ابدأوا )). سألني إدوارد : (( السيدات أولاً ياشريكتي ؟)) ... نظرت فرأيته يبتسم ابتسامة خبيثة كانت جميلة جداً إلى درجة جعلتني أحدق فيه مثل البلهاء . خبت ابتسامته وقال : (( يمكنني أن أبدأ اذا أحببت ! )) ... لاشك في أنه كان يتسأءل مااذا كنت سليمة عقلياً . شعرت أنني احمررت خجلاً ، وقلت : (( لا! سأبدأ أنا )) . كنت أقوم بنوع من الاستعراض ... قليلاً . لقد أجريت هذه التجربة من قبل . وكنت أعرف ماالذي يجب النظر إليه للتمييز بين الخلايا . كان الامر سهلاً . سحبت الشريحة الاولى ووضعتها في مكانها تحت المجهر ثم ضبطت العدسة على درجة التكبير 40 . تفصحت الشريحة لحظة ثم قلت جازمة : (( الطور الاول )) . (( هل يمكنني أن أنظر ؟)) سألني بينما كنت أمد يدي لاخراج الشريحة . لمست يده يدي حتى توقفها بينما كان يسألني . كانت أصابعه باردة كالثلج كأنه كان يضعها في الثلج قبل الدرس . لكن البرودة لم تكن السبب الذي جعلني أسحب يدي سريعاً . عندما لمسني شعرت بوخزة في يدي كما لوأن تياراً كهربائياً مر فيها . دمدم قائلاً : (( أنا آسف ! )) .. وسحب يده فوراً . لكن يده الاخرى ظلت ممتدة باتجاه المجهر . رحت أنظر إليه وهو يفحص الشريحة في المجهر وقتاً أقصر من الوقت الذي استغرقته في فحصها . قال موافقاً : (( الطور الاول )) . وكتب ذلك بخط أنيق في السطر الاول من الورقة . ثم سحب الشريحة الاولى سريعاً ووضع الثانية ونظر إليها نظرة خاطفة وقال : (( الطور الانفصالي )) . ودون ذلك على الورقة أثناء كلامه . حاولت التحدث بصوت محايد وقلت : (( هل لي أن أنظر ؟ )) ابتسم ابتسامة متكلفة ودفع المجهر نحوي . نظرت في المجهر بلهفة ، لكن أملي خاب ! بئس الامر ... لقد كان محقاً . مددت يدي دون أن أنظر إليه وقلت : (( الشريحة الثالثة )) . ناولني الشريحة وبدا أنه حرص على عدم لمس جلدي ثانية . نظرت في المجهر بسرعة لم أتخيل أنني قادرة عليها وقلت : (( الطور البيني )) . ثم دفعت المجهر باتجاهه قبل أن يتمكن من المطالبة به . كنت أريد تسجيل طور هذه الشريحة قبل أن يفرغ من النظر في المجهر لكن خطه الجميل أخافني . لم أجرؤ على تشويه الورقة بخطي الاخرق . انتهينا من فحص الشرائح قبل الجميع بفترة طويلة . وكنت أستطيع رؤية مايك وشريكه يقارنان شريحتين مرة بعد مره . ورأيت مجموعة أخرى تفتح الكتاب تحت الطاولة . لم يبق لدي شيء أفعله الا محاولة عدم النظر إليه ... لكنني فشلت . نظرت إليه فرأيته يحدق بي ... إنها نظرة الانزعاج الغريبة في عينه . وفجأة عرفت سبب ذلك التغير الطفيف في شكل وجهه . قلت من غير تفكير : (( هل تضع عدسات لاصقة ؟ )) بدت عليه الحيرة من سؤالي غير المتوقع وقال : (( لا )) . غمغمت قائلة : (( آه ! ظننت أن ثمة شيء غريب في عينيك )) . ابتسم ثم نظر بعيداً . لكنني كنت واثقة من وجود شيء مختلف . لقد تذكرت بوضوح ذلك اللون الاسود القاتم في عينيه عندما حدق إلي آخر مرة . .. كان ذلك السواد على تضاد حاد مع شحوب وجهه واحمرار شعره . أما اليوم فكان لون عينيه مختلفاً تماماً : لون بني محمر غريب أغمق من لون السكر المحروق لكن له تلك اللمعة الذهبية نفسها . لم أفهم كيف يمكن أن يحدث هذا التحول دون عدسات لاصقة الا اذا كان يكذب لسبب من الاسباب ... أو لعل فوركس جعلتني مجنونة فعلاً ! نظرت إليه فرأيت قبضتيه مشدوتين كما في المرة الماضية . جاء الاستاذ إلى طاولتنا ليعرف سبب جلوسنا من غير عمل . ثم نظر من فوق أكتافنا فرأى الورقة مكتملة . عند ذلك صار أكثر اهتماماً بالتحقق من إجابتنا . قال بانر : (( ماذا يا إدوارد ؟ ألم تعط إيزابيلا فرصة للنظر في المجهر ؟ )) قال إدوارد مصححاً على نحو تلقائي : (( بيلا! ... الواقع أنها حددت ثلاثةً من الشرائح الخمس )) . نظر الاستاذ بانر إلي في تلك اللحظة ... كانت نظرة شك . وسألني : (( هل أجريت هذه التجربة من قبل ؟ )) ابتسمت مذعنة وقلت : (( لم أجرها على خلايا جذور البصل )) . (( الخلايا الجنينية في الاسماك البيضاء ؟ )) (( نعم )) . أومأ الاستاذ برأسه وقال : (( هل منت في صف متقدم في فينيكس ؟ )) (( نعم ! )) قال بعد لحظة من الصمت : (( لابأس . أعتقد أن شراكتكما في المخبر أمر جيد )) .ثم غمغم بكلمات لم أسمعها وهو يبتعد عنا . عدت إلى العبث بدفتري من جديد بعد أن ذهب . سألني إدوراد : (( من المؤسف جداً أن الثلج توقف ، أليس كذلك ؟ )) شعرت أنه يفسر نفسه على الحديث معي . غمرتني الرهبة ثانيةً . هل سمع حديثي مع جيسيكا وقت الغداء ، وهل يحاول الان أن يثبت أنني مخطئة ؟ قلت له صادقةً بدلاً من التظاهر بأنني طبيعية مثل الاخرين : (( الحقيقة ، لا ! )) ...كنت لا أزال أحاول الخلص من شعور الشك السخيف ولم أستطع التركيز . (( أنت لاتحبين البرد ! )) ... لم يكن هذا سؤالاً . (( أو الرطوبة ! )) ثم تساءل : لابد أن فوركس مكان يصعب عليك العيش فيه ! . قلت بانقباض : ليست لديك فكرة عن مدى الصعوبة . بدا مسحورأ بما قلت ...لسبب لم أستطيع أن أتخيله . كان وجهه جذاباً جداً إلى درجةً جعلتني أحاول عدم النظر إليه أكثر مما تقتضي اللياقة . (( فلماذا أتيت إلى هنا ؟ )) لم يسبق أن سألني أحد هذا السؤال ... ليس بهذه الصراحة المتطلبة المباشرة . (( إنه أمر ... معقد )) . ألح قائلاً : (( أعتقد أنني قادر على الفهم )) . بقيت صامتة لحظة طويلة ثم ارتكبت خطيئة ملاقاة نظراته الثابتة . اربكتني عيناه الذهبيتان القاتمتان فأجبت من غير تفكير : (( لقد تزوجت أمي ! )) . قال غير مواقف على حكمي : لايبدو هذا شديد التعقيد . لكنه سرعان مابدا متعاطفاً : (( متى حدث ذلك ؟ )) (( في أيلول الماضي )) . بدا صوتي حزيناً حتى في أذني . استنتج إدوارد : (( وأنت لاتحبين زوجها )) . مازالت نبرة صوته لطيفة . (( لاأبداً ! فيل شخص ممتاز . لعله أصغر مما يجب ، لكنه لطيف فعلاً )) . (( ولماذا لم تبقي معهما ؟)) لم أكن قادرة على سير غور اهتمامه هذا ، لكنه واصل التحديق إلي بنظرة ثاقبة كما لو كانت قصة حياتي المملة شديدة الاهمية في نظره . قلت مبتسمة نصف ابتسامة : (( فيل يسافر كثيراً . إنه يكسب عيشه من لعب الكرة )) . سألني وهو يبتسم رداً على ابتسامتي : هل يمكن أن أكون قد سمعت باسمه ؟. (( على الاغلب لا ؟ ! ... ليس فيل لاعباً كبيراً . وهو لايلعب الا في دوري الدرجة الثالثة . إنه يسافر كثيراً )) . (( أرسلتك أمك إلى هنا حتى تستطيع الفر معه )) . قال هذا بنبرة تقريرية من جديد ... لم يكن سؤالاً . شعرت بذقني ترتجف قليلاً : لا ، لم ترسلني إلى هنا . أنا أرسلت نفسي )) . قال مقطباً حاجبيه : (( لاأفهم ! وبدا عليه انزعاج لامبرر له . تنهدت قائلة في نفسي : لماذا أشرح له هذا كله ؟ . واصل النظر إلي بفضول واضح . (( ظلت معي أول الامر ... لكنها اشتاقت إليه . وهذا ماجعلها تشعر بتعاسة ... لذلك قررت بنفسي أن الوقت حان لقضاء فترة من الزمن مع تشارلي )) ... ظهر الغم على صوتي قبا أن أنهي جملتي . قال : (( لكنك لست سعيدة الان ! )) قلت بنبرة متحدية : وماذا أيضاً ! . ابتسم وقال : (( هذا لايبدو عادلاً )) . لكن نظرته ظلت متوترة . ضحكت ضحكة فاترة : ألم يقل لك أح هذا من قبل ؟ الحياة ليست عادلة ! . وافقني بجفاف : (( أعتقد أنني سمعت هذا في مكان ما )) . قلت بنبرة مصرة : هذا هو الامر كله ... لم أفهم لماذا ظل ينظر إلي بتلك الطريقة . صارت نظراته موحية بالتقدير الان ... قال متمهلاً : (( أنت تمثلين جيداً ، لكنني أراهن على أنك تعانين أكثر مما تظهرين )) . أجبته بتكشيرة وأنا أقاوم رغبتي في أن أمد له لساني كما يفعل ولد في الخامسة ... ثم أشحت بوجهي . (( هل أنا مخطىء ؟)) حاولت تجاهله. قال بحزن : (( لم أكن أظن هذا )) . سألته منزعجة : ولماذا يهمك الامر ؟ .... لم أنظر إليه بل رحت أتابع الاستاذ يتجول في القاعة . همس بصوت منخفض إلى حد جعلني أتساءل إن كان يتحدث مع نفسه : (( هذا سؤال وجيه فعلاً )) . لكنني قررت بعد ثوانٍ من الصمت أن تلك هي الاجابة الوحيدة التي سيسمعها مني . تنهدت ورحت أحدق ببلاهة في السبورة . سألني : (( لعلك منزعجة مني ؟ )) بدا المرح في صوته . التفت إليه من غير تفكير .... وقلت الحقيقة من جديد...
عندما فتحت عيني في الصباح شعرت بشيء مختلف . إنه الضوء . كان هو ذاته ذلك الضوء الرمادي المخضر ... ضوء يوم غائم في غاية ... لكنه كان أنقى. أدركت أن الضباب ماعاد يجلل نافذتي . قفزت من السرير لانظر إلى الخارج فشعرت بالرعب . كانت باحة البيت مغطاة بطبقة رقيقة من الثلج . وكان الثلج يغطي سيارتي كالغبار ويجعل الطريق أبيض اللون . لكن هذا لم يكن أسوأ مافي الامر . لقد تجمد مطر الامس كله فرسم أشكالاً غريبة رائعة على أوراق الاشجار وجعل الطريق شديد الانزلاق . الا يكفيني ما ألاقيه من متاعب حتى لا أقع عندما أمشي على أرض جافة ؟ ... لعل من الافضل أن أعود إلى السرير الان ! عندما نزلت من غرفتي وجدت تشارلي قد ذهب إلى عمله . من نواح كثيرة ، كان عيشي مع تشارلي يشبه العيش وحدي في هذا المكان ... وجدت نفسي سعيدة بوحدتي بدلاً من الشعور بثقل الوحدة . وضعت بعض رقائق الحبوب في الصحن وصببت فوقها بعض عصير البرتقال . شعرت باالاثارة لانني ذاهبة إلى المدرسة ... وهذا ما أرعبني . كنت أعرف أن ما يجذبني إلى المدرسة ليس جوها التعليمي المشجع ، وليس رؤية أصدقائي الجدد . لو كنت صادقة مع نفسي لعرفت أنني مشتاقة إلى المدرسة لانني سأرى إدوارد كولن . كان هذا شيئاً غبياً جداً ... جداً . يجب أن أتفاداه بعد ثرثرتي الحمقاء المحرجة يوم أمس . كنت أشك فيه أيضاً ... فلماذا كذب بشأن لون عينيه ؟ وكنت لا أزال خائفة من تلك العداوة التي أحسها فيه أحياناً ... وكنت لا أزال أشعر أن لساني ينعقد كلما تصورت وجهه الرائع . كنت أعرف تماماً أننا ننتمي إلى مجموعتين لاتلتقيان ... إذن ، لايجدر بي أن أفكر في احتمال رؤيته اليوم . كنت بحاجه إلى كل مالدي من تركيز حتى أصل إلى السيارة دون أنزلاق . وكدت أفقد توازني عندما وصلت إليها ، لكنني أفلحت في الامساك بالمرأة الجانبية فأنقذت نفسي من السقوط . من الواضح أن هذا اليوم سيكون كابوساً . قدت السيارة إلى المدرسة وأنا أفكر في مايك و إريك وفي مدى اختلاف ردة فعل الصبيان المراهقين تجاهي هنا ... ذلك حتى أبعد ذهني عن خوفي من السقوط ، وعن التفكير في إدوارد كولن . كنت واثقة من أن مظهري هنا لم يكن يختلف عن مظهري في فينيكس . لعل الامر هو أن الصبيان هناك شاهدوا مروري بمختلف مراحل المراهقة العجيبة ومازالوا يحملون هذه الصورة عني في أذهانهم . لعلهم يهتمون بي هنا لانني جديدة حيث يندر أي شي جديد . ولعلهم رأوا في خراقتي الفظيعة شيئاً وجيهاً لا شيئاً يدعو إلى الرثاء ... آنسة بحاجة إلى المساعدة . مهما يكن السبب ... كان يربكني تصرف مايك مثل مثل الكلب وفي ومحاولة إريك الواضحة لمنافسته . لاشك أنني كنت أفضل أن يتجاهلني الجميع . لم تعان سيارتي أي مشكلة مع الجليد الذي يغطي الطريق . قدت السيارة ببطء شديد رغم ذلك لانني لم أكن أريد التسبب في أي مشاكل على الطريق الرئيسية . عندما غادرت سيارتي في المدرسة فهمت سبب عدم معاناة سيارتي من الجليد . لفت نظري شيء فضي فمضيت إلى مؤخرة السيارة ممسكة حافتها بحذر حتى لاأقع ونظرت إلى العجلات الخلفية . كانت العجلات مغطاة بشبكة معدنية متصالبة . لقد استيقظ تشارلي في وقت مبكر جداً حتى يضع سلاسل الجليد على العجلات . شعرت بالتوتر في حنجرتي . لم أكن معتادة على هذه الرعاية . وقد فاجأني اهتمام تشارلي الصامت . كنت أقف عند زاوية سيارتي الخلفية محاولة التغلب على موجة العاطفة التي سببتها سلاسل الجليد ... عندها سمعت صوتاً غريباً . كان ذلك صريراً حاداً ... وكان يقترب مني بسرعة شديدة . أجلفت ونظرت من حولي . رأيت عدة أشياء دفعة واحدة . لم أر شيئاً يتحرك تلك الحركة البطيئة التي نراها في الافلام . بدلاً من ذلك بدا لي أن اندفاع الادرينالين جعل عقلي يعمل بسرعة كبيرة فتمكنت من رؤية التفاصيل الواضحة لعدة أشياء في وقت واحد . كان إدوارد كولن يقف على مسافة أربع سيارات مني ناظراً إلي بخوف . ميزت وجهه بين بحر من الوجوه كانت تحمل تعبير الصدمة نفسه الذي على وجه إدوارد . لكن الاهم هو تلك الشاحنة الصغيرة الزرقاء تنزلق نحوي زاعقة بعجلاتها بسبب الفرامل . مانت تدور حول نفسها على جليد ساحة وقوف السيارات . كانت على وشك الاصطدام بزاوية سيارتي الخلفية . وكنت أقف بينهما . لم يكن لدي وقت حتى لان أغمض عيني . قبل لحظة واحدة من سماعي صوت اصطدام السيارتين شعرت بصدمة تصيبني ... صدمة شديدة ... لكنها لم تأتي من الاتجاه المتوقع اصطدم رأسي بالارض المغطاة بالجليد وشعرت بشيءٍ بارد صلب يثبتني إلى الارض . كنت ممددة على الرصيف خلف السيارة البنية التي أوقفت سيارتي أمامها . لكنني لم أستطع ملاحظة أي شيء آخر لان الشاحنة الصغيرة كانت ماتزال تنزلق صوبي . اصطدمت بزاوية سيارتي لكنها واصلت الدوران والانزلاق ... كانت على وشك إصابتي من جديد . سمعت صوتاً منخفضاً جعلني أدرك وجود شخص معي . وكان من المستحيل أن لا أميز ذلك الصوت . اندفعت أمامي ذراعان طويلتان لحمايتي ثم توقفت الشاحنة على مسافة قدم واحدة من وجهي . وتركت تلك اليدان الكبيرتان أثراً عميقاً على جانب السيارة الشاحنة . سرعان ماتحركت اليدان بسرعة البرق . وفجأة رأيت إحداهما تدخل تحت الشاحنة وكانت الاخرى تجذبني إلى الخلف وتزيح ساقي جانباً كأنهما ساقا دمية قماشية حتى لمستا عجلة السيارة البنية . سمعت صوت اصطدام معدني أصم أذني ورأيت الشاحنة تتوقف وزجاجها يندفع منكسراً فوق الاسفلت ... تماماً حيث كانت ساقي قبل ثانية واحدة . خيم صمت مطبق طيلة ثانية كاملة قبل أن أسمع زعيق الناس . وفي ذلك الصخب الشديد استطعت تمييز عدة أصوات تنادي اسمي . لكنني سمعت صوت إدوارد كولن الخافت المتوتر في أذني أوضح من تلك الصيحات كلها . (( بيلا ! هل أنت بخير ؟ )) (( أنا بخير )) . بدا صوتي غريباً ... حاولت الجلوس فأدركت أنه مازال يمسكني إلى جانبه بقبضة من حديد . حذرني عندما رحت أقاوم قبضته : (( انتبهي ! أعتقد أنك أصبت راسك إصابة شديدة )) . انتبهت إلى ذلك الالم النابض فوق أذني اليسرى . فوجئت بذلك الالم فصحت : (( أوه! )) (( هذا ماظننته )) . أدهشني أن صوته كان كمن يحاول كتم ضحكته . هززت رأسي محاولة استعادة صفاءه : (( كيف ... كيف وصلت هنا بهذه السرعة ؟ )) قال بصوت جدي : (( كنت أقف بجانبك يابيلا )) استدرت وجلست فلم يمنعني بل ارخى قبضته عن وسطي وابتعد عني بالقدر الممكن في ذلك الحيز الضيق بين السيارتين . نظرت إلى تعبير وجهه القلق البريء فشوشتني من جديد عيناه الذهبيتان . ماذا كنت أسأله ؟ في تلك اللحظة وجدونا . اندفع حشد من الوجوه التي تنصب الدموع من أعينها ... وتتبادل الصيحات ... وتصيح بنا أيضاً . قال صوت آمر : (( لاتتحركوا )) صاح صوت آخر : (( أخرجوا تايلر من الشاحنة )) . كان صخب شديداً حولنا . حاولت الوقوف لكن يد إدوارد الباردة دفعت كتفي إلى الاسفل . (( لاتتحركي الان )). قلت متذمرة : (( الارض باردة )) . فاجأتني ضحكته الصغيرة ... كان فيها شيء من الخرية . فجأة تذكرت فقلت : لقد كنت هناك ! .. فتوقفت ضحكته ... كنت بجانب سيارتك ! . اكتسى وجهه تعبيراً قاسياً وقال : لا لم أكن هناك . (( لقد رأيتك ! )) كانت الفوضى شديدة من حولنا ... سمعت أصوات أشخاص كبار يصلون إلى المكان . لكنني واصلت إصراري . لقد كنت مصبية وعليه أن يقر بذلك . (( بيلا ! كنت أقف بجانبك وسحبتك من طريق الشاحنة )) . كان يستخدم قوة عينيه كلها كما لو أنه يحاول إيصال شيء شديد الاهمية . قلت له بأصرار : لا !. توجهت عيناه الذهبيتان وقال : من فضلك بيلا ! . قلت متسأئلة : لماذ ؟ . رجاني بصوته الناعم الطاغي : ثقي بي . سمعت صوت سيارة الاسعاف . وقلت : هل تعدني بأن تشرح لي كل شيء في وقت لاحق ؟ . قال بصوت ساخط فجأة : (( جيد! )) فأجبته غاضبة : (( جيد! )) قام ستة من طاقم سيارات الاسعاف واثنان من المدرسين ( الاستاذ فارنر ومدرب الرياضة ) بتحريك الشاحنة مسافة تكفي لادخال النقالات إلى حيث كنا . رفض إدوارد استخدام النقالة ... حاولة أن أرفض مثله ، لكن الخائن قال لهم إن رأسي مصاب ومن المحتمل أنني أصبت بأرتجاج دماغي . كدت أموت من إحساسي بالاهانة عندما وضعوا طوقاً حول رقبتي . بدا كأن المدرسة كلها قد اجتمعت هناك وأن الجميع كانوا ينظرون إلي بينما كانت توضع في سيارة الاسعاف . أما إدوارد فجلس في مقدمة السيارة ... شيء يبعث الجنون . وحتى يكتمل المشهد وصل مدير الشرطة سوان قبل أن تنطلق سيارة الاسعاف . صاح خائفاً عندما رأني على النقالة : بيلا! . قلت : (( أنا بخير تماماً ياتشار... ياأبي . لم يصبني أي سوء )) . استدار أبي إلى أقرب عناصر الاسعاف ليتأكد من كلامي فتركته يفعل ذلك لافكر في تلك الصور المتشابكة غير المفهومة التي انبثقت في رأسي من غير أنتظام . عندما أبعدوني عن السيارة رأيت تشوهاً عميقاً في مصدم السيارة البنية ... كان شبيهاً جداً كتفى إدوارد ... كما لو أنه أسند كتفه إلى تلك السيارة بقوة كافية لتشويه العارضة الحديدية ... ورأيت أيضاً وجوه أسرته تنظر من بعيد وعليها تعبير تراوح بين الغضب والاستياء ، لكن أياً منها لم يكن يوحي بأي قلق على سلامة إدوارد . حاولت التفكير في حل منطقي يفسر ماشاهدته ... حل يستبعد افتراض أنني مجنونة ! بطبيعة الحال ، رافقت الشرطة سيارة الاسعاف حتى المستشفى . شعرت بالاحراج عندما أنزلوني من سيارة الاسعاف . أما ما زاد الامر سوءاً فهو أن إدوارد دخل بنفسه عبر باب المستشفى الزجاجي ماشياً على قدميه . شددت على أسناني غضباً . وضعوني في غرفة الاسعاف وهي غرفة طويلة فيها صف من الاسرة تفصلها ستائر قصيرة . وضعت ممرضة مقياس الغضط على ذراعي ووضعت ميزان الحرارة تحت لساني . وبما أن أحداً لم يهتم بأرخاء الستائر حتى يعزلني عن الانظار فقد قررت أنني غير مضطرة إلى وضع طوق الرقبة ذي المظهر الغبي . عندما ابتعدت الممرضة فككت الطوق بسرعة وألقيته تحت السرير . دخلت دفعة جديدة من العاملين في المستشفى تحمل نقالة أخرى توجهوا بها إلى السرير المجاور . رأيت تايلر كراولي ، وهو معي صف السياسة ، وكان رأسه مغطى بضمادات مشبعة بالدم . لكنه كان ينظر إلي بقلق . (( أنا آسف جداً يابيلا ! )) (( أنا بخير يا تايلر ... لكن منظرك مخيف .. هل أنت بخير ؟ )) بينما كنا نتحدث بدأت الممرضات بفك الضمادات عن رأسه فظهر كثير من الجروح الطولانية غير العميقة على جبهته وخده الايسر . قال متجاهلاً كلامي : ظننت أنني قتلتك ... كنت أسير أسرع مما يجب ثم ضغط على المكابح بشكل خاطىء ... ، ثم أجفل عندما بدأت إحدى الممرضات تمسح وجهه . (( لاتقلق بشأني ... أنت لم تصبني )) كيف استطعت الابتعاد بهذه السرعة ؟ كنت هناك ... ثم ابتعدت في لحظة واحدة ... (( آه ... لقد سحبني إدوارد من طريقك )) بدت عليه الحيرة : من ؟ (( إدوارد كولن ... كان يقف بجانبي )) أعرف أنني كاذبة فاشلة ... لم أكن مقتنعة أبداً . كولن ؟ لم أره أبداً ... أعتقد أن الامر كان سريعاً جداً . هل هو بخير ؟ أعتقد ذلك ! ... إنه هنا في مكان ما في المستشفى لكنهم لم يضعوه على نقالة . أعرف أنني لست مجنونة .فما الذي حدث؟ لم يكن لدي تفسير لما شاهدته . بعد ذلك دفعوا سريري من أجل تصوير رأسي بأشعة إكس . قلت لهم أنني لا أشكو شيئاً ... وكنت محقة ... لم يكن لدي ارتجاج دماغي . سألتهم إن كنت أستطيع الذهاب فقالت الممرضة إن علي رؤية الطبيب أولاً . وهكذا تركوني أنتظر في غرفة الاسعاف وأتحمل اعتذارات تايلر المتواصلة المزعجة ووعوده بالتعويض علي . لقد استمر في تعذيب نفسه رغم محاولتي المستمرة لاقناعه أنني بخير . أخيراً ، أغمضت عيني وتجاهلته . لكنه واصل غمغمته الاسفة . سمعت صوتاً موسيقياً يسأل : هل هي نائمة ؟ ففتحت عيني . كان إدوارد يقف بجانب السرير مبتسماً . نظرت إليه بغضب ... لم يكن ذلك سهلاً ... كان الطبعي أن أرمقه بنظرة حب . بدأ تايلر يقول : أنا آسف حقاً يا إدوارد . رفع إدوارد يده ليسكته وقال مبتسماً ايتسامة كشفت عن أسنانه البيضاء : (( لا إصابة ... لا مشكلة ! )) ثم أنتقل إلى الجلوس على حافة سرير تايلر فصار قبالتي تماماً . ثم ابتسم من جديد . سألني : حسناً ! ماهي النتيجة ؟ قلت متذمرة : لامشكلة عندي إطلاقاً ، لكنهم لايتركوني أذهب . كيف لم يضعوك على سرير مثلنا ؟ فأجاب : (( الامر متعلق بمعارفك في المستشفى . لكن لاتقلقي ... لقد جئت لافاجئك )). جاء الطبيب فأدهشني مظهره . لقد كان شاباً ، وكان أشقر الشعر ... وكان أكثر وسامة من أي نجم سينمائي رأيته في حياتي . كان شاحب اللون رغم ذلك . وكان يبدو عليه التعب . وكانت تحت عينيه دوائر قاتمة . لابد أنه والد إدوارد فهكذا وصفه تشارلي . قال دكتور كولن بصوت جذاب جداً : إذن ، كيف تشعرين يا آنسة سوان ؟ قلت : (( أنا بخير )) راجية أن تكون المرة الاخيرة التي أضطر إلى قول هذه العبارة . مضى الطبيب إلى اللوحة المعلقة فوق رأسي وأشعل الضوء لينظر إلى صورة الاشعة وقال : (( صورة الاشعة تبدو ممتازة . هل يؤلمك رأسك ؟ قال إدوارد إن رأسك أصيب بصدمة شديدة )). كررت متنهدة وأنا أرمق إدوارد بنظرة سريعة غاضبة : رأسي بخير . جست أصابع الطبيب جمجمتي برقة ولاحظ تكشيرتي عندما ضغطت أصابعه على نقطة بعينها فقال : هل يؤلمك هنا ؟ (( هذا ليس ألماً ! )) ... أصبت بما هو أسوأ من هذا سابقاً . سمعت صوتاً يضحك فنظرت لارى ابتسامة على وجه إدوارد . (( عظيم ! والدك في غرفة الانتظار ... تستطيعين الذهاب معه إلى المنزل الان . وأرجو أن تعودي اذا شعرت بدوار أو باضطراب في الرؤية )). سألته وأنا أتخيل تشالي محاولاً الاهتمام بي : (( الا أستطيع العودة إلى المدرسة ؟ )). (( الافضل أن ترتاحي اليوم )) نظرت سريعاً إلى إدوارد : هل عليه أن يعود إلى المدرسة ؟ قال إدوارد مبتسماً : ((يجب أن يذهب أحد حتى يخبرهم أننا نجونا )) قال دكتور كولن مصححاً : الواقع أن معظم الطلاب في غرفة الانتظار الان . (( آه ... لا! )) ... زفرت قائلة وغطيت وجهي بيدي الاثنتين . نظر الطبيب إلي مستغرباً : هل تريدين البقاء هنا؟ (( لا. لا! ) قلت بأصرار وقذفت بساقي فوق حافة السرير قافزة إلى الارض . كانت قفزة سريعة جعلتني أترنح فأمسك بي الدكتور كولن . وبدا عليه القلق . أكدت له من جديد : أنا بخير! ... لاحاجة لان أخبره أن مشكلات سوء التوازن عندي لا علاقة لها بأصابة رأسي . قال الطبيب وهو لايزال ممسكاً بي : تناولي بعض المسكنات من أجل الالم . فقلت بأصرار : إن الالم بسيط جداً . قال الدكتور كولن : يبدو أنك كنت محظوظة جداً . ثم وقع على أوراقي مبتسماً ابتسامة عريضة . قلت مصححة : من حسن الحظ أن إدوارد كان يقف بجانبي تماماً . وألقيت نظرة حادة باتجاه إدوارد . وافقني الدكتور كولن قائلاً : (( آه . طبعاً . نعم ! )) ... ثم انشغل فجأة بالاوراق التي أمامه . وبعد ذلك نظر إلى تايلر ومضى باتجاهه . لمع حدس في رأسي : كان الطبيب يعرف شيئاً عن الامر . سمعت الطبيب يقول لتايلر وهو يتفحص جراحه : أعتقد أن عليك البقاء معنا بعض الوقت . فور استدارة الطبيب باتجاه تايلر مضيت إلى إدوارد وقلت هامسة : هل أستطيع التحدث معك دقيقة واحدة ؟ تراجع إدوارد خطوة إلى الخلف وشد على أسنانه فجأة . ثم قال : والدك ينتظرك ! . نظرت باتجاه تايلر والدكتور كولن وقلت بأصرار : أريد أن أتحدث معك على انفراد ، فهل تمانع ؟ . رماني بنظرة غاضبة ثم استدار على عقبيه وخرج سريعاً من الغرفة . كنت مضطرة إلى الجري تقريباً حتى الحق به . وفور انعطافنا حول الزاوية ودخولنا إلى الممر القصير التفت ثانية وواجهني : ماذا تريدين ؟ سألني بصوت منزعج ... كانت عيناه باردتين . أخافتني هذه العدوانية . خرجت الكلمات من فمي بحدة أقل مما أردت : عليك أن تشرح لي ما حدث . (( لقد أنقذت حياتك ... ليس علي الان أن أشرح أي شيء )). أجفلتني الكراهية البادية على صوته فقلت : لقد وعدتني . قال بنبرة قاطعة : لقد أصيب رأسك يابيلا . وأنت لاتعرفين عن أي شيء تتحدثين . أجتاحني الغضب فحدقت فيه متحدية : رأسي لم يصبه شيء . أجاب نظرتي بمثلها وقال : ماذا تريدين مني يابيلا ؟ . (( أريد أن أعرف الحقيقة . أريد أن أعرف ما الذي يجعلني أكذب من أجلك )) . قال بسرعة : وما الذي حدث برأيك ؟ . أتت إجابتي سريعة : كل ما أعرفه هو أنك لم تكن تقف قربي ... تايلر لم يشاهدك أيضاً ... لذلك لاتقل لي إن رأسي أصيب بصدمة شديدة . كانت تلك الشاحنة على وشك أن تسحقنا معاً ... لكنها لم تسحقنا ... وقد تركت يداك أثراً على جانبها ... وأنت لم تصب بأذى ... كان يجب أن تحطم الشاحنة ساقي لكنك رفعتها بيدك ... لم أستطع الاستمرار أكثر من ذلك فقد شعرت بمدى جنون ماقلته ... كنت غاضبة جداً وشعرت أنني على وشك البكاء . حاولت مقاومة دموعي بأن أطبقت أسناني بشدة . كان ينظر إلي غير مصدق . لكن وجهه كان متوتراً ... دفاعياً . تعتقدين أنني رفعت الشاحنة عن ساقيك ! . كانت نبرته تستفهم عن سلامة عقلي ، لكن هذا زاد شكوكي . كان ما قاله يشبه عبارة يؤديها ممثل ماهر . اكتفيت بأيماءة من رأسي وظللت أكز على أسناني . (( لن يصدقك أحد ... أنت تعرفين هذا ! )) كان صوته يحمل بعض السخرية الان . (( لن أخير أحداً بهذا ))... قلت كل كلمة من هذه العبارة ببطء شديد وأنا أسيطر على غضبي بحذر . ظهرت الدهشة على وجهه : فما أهمية الامر إذن ؟ . قلت بأصرار : الامر مهم عندي . لا أحب أن أكذب ... ومن الافضل أن يكون لدي سبب وجيه اذا كذبت . (( الا تستطيعين أن تشكريني ثم تتجاوزي الامر كله ؟ )) (( شكراً لك ! )) ثم انتظرت رده والغضب يغلي داخلي . (( أنت لن تتركي هذا الامر . أليس كذلك ؟ )) ((لا ! )) (( إذن ... آمل أن تستمعي بخيبة الامل )). رحنا نتبادل النظرات الغاضبة صامتين . وكنت أول من تكلم بعد ذلك ... حاولت أن أحافظ على تركيزي ... كنت أحاذر أن يتشتت انتباهي بسبب وجهه الشاحب البهي . كان الامر يشبه إشاحة النظر عن ملاك مدمر غاضب . سألته ببرود : ولماذا يهمك الامر أصلاً ؟ صمت برهة وبدا تعبير وحهه ، للحظة قصيرة ، هشاً على نحو غير متوقع . همس قائلاً : لا أعلم . ثم أدار لي ظهره ومضى سريعاً . كنت غاضبة جداً ولم أستطع الحركة الا بعد عدة دقائق . وعندما تحركت توجهت ببطء إلى المخرج عند نهاية الممر . كان الوضع في غرفة الانتظار أسوأ مما توقعت . بدا لي أن كل الوجوه التي أعرفها في فوركس كانت موجودة في تلك الغرفة ... تنظر إلي . اندفع تشارلي إلى جانبي ، رفعت يدي وأكدت له بوقار : لم يصبني سوء! . مازال الغضب يملؤني . وماكان مزاجي يسمح بالحديث . (( ما الذي قاله الطبيب ؟ )) (( رأني الدكتور كولن وقال أنني بخير وإن بوسعي الذهاب إلى المنزل )) . كان مايك وجيسيكا وإريك واقفين هناك وقد أوشكوا أن يطبقوا علي فقلت لوالدي : فلنذهب . وضع تشارلي ذراعه خلف ظهري دون أن يلمسني تقريباً وقادني إلى باب الخروج الزجاجي . لوحت بيدي لاصدقائي آملة أن يفهموا أن لا مبرر لقلقهم . شعرت براحة هائلة عندما دخلت سيارة تشارلي ... إنها المرة الاولى التي أعرف فيها هذا الشعور . مضت السيارة وبقينا صامتين . كنت غارقة في أفكاري إلى درجة أنستني وجود تشارلي . كنت واثقة من أن سلوك إدوارد اندفاعي في تلك القاعة كان تأكيداً للاشياء الغريبة التي لاأكاد أصدق أنها حدثت معي . عندما وصلنا إلى المنزل نطق تشارلي أخيراً : هم! ... عليك أن تتصلس برينيه . ثم طأطأ رأسه كما يفعل المذنب . صحت غاضبة : هل أخبرت أمي ؟ (( أنا آسف ! )) خرجت من السيارة وصفقت بابها بأعنف مما يجب . لا شك أن أمي في حالة هستيرية الان . على أن أقول لها أنني بخير ثلاثين مرة على الاقل حتى تهدأ . رجتني أن أعود إلى المنزل (( ناسية أن المنزل كان خالياً في تلك اللحظة )) ... لكن مقاومة رجاءها كانت أسهل مما توقعت . كنت مشغولة البال تماماً بالغموض الذي سببه إدوارد . وكنت مشغولة البال قليلاً ، بل أكثر ، بإدوارد أيضاً . غبية ... غبية .... غبية . لم أعد الان أتوق إلى الفرار من فوركس كما ينبغي .. كما ينبغي لاي أنسان طبيعي عاقل . قررت أن أذهب إلى النوم باكراً تلك الليلة . ظل تشارلي يراقبني قلقاً ، وكان هذا يثير توتري . توقفت في طريقي وأخذت ثلاث حبات مسكنة من الحمام ... ساعدتني هذه الحبات ... وعندما هذأ الالم غرقت في النوم . كانت تلك أول ليلة أحلم فيها بإدوارد كولن .
| |
| | | princess dudu الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 29
| | | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight السبت ديسمبر 26, 2009 1:52 pm | |
| تسلم على مرورك ونرحب بك كعضو جديد | |
| | | princess dudu الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 29
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الإثنين ديسمبر 28, 2009 5:43 pm | |
| | |
| | | Beautiful-Girl الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 29 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:51 pm | |
| بنت ولا ولد كل واحد وشكرا على مرورك
| |
| | | princess dudu الاعضاء المتميزيــن
عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 29
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 2:07 pm | |
| | |
| | | FriendZz V.I.B_1
عدد المساهمات : 180 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 الموقع : يختي شو هالسؤال اكيد احنا بالبيت
| موضوع: رد: رواية الشفق لمعجبين twilight الأربعاء ديسمبر 30, 2009 12:06 pm | |
| رااااائعة قصة توالايت رااااااااااااااااااااااااااااائعة كتير كتير كتير وكلنا ان شاالله منتابع نيو موون الجزء الجديد عما قرييا باذن الله النقد : الخط صغيير والكلام كتير يعني مافي توافق بس مو مشكله يعطيكي الف عافية | |
| | | | رواية الشفق لمعجبين twilight | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|